الطاقة الشمسية أرخص من الفحم والغاز في 60 دولة حول العالم


أصبحت الطاقة الشمسية رسميا أرخص مصدر للطاقة المتجددة في البلدان ذات الدخل المنخفض هذا العام، مما يتيح إمكانية تخلي الشركات والحكومات عن الفحم والغاز كمصدر للطاقة.

تُظهر بيانات Bloomberg New Energy Finance BNEF أن متوسط أسعار الطاقة الشمسية في حوالي 60 دولة، انخفض إلى 1.65 مليون دولار لكل ميغا وات خلال عام 2016، ليكون أقل بنسبة ضئيلة من متوسط سعر طاقة الرياح في الولايات المتحدة (1.66 مليون دولار لكل ميغا وات).

 

تقوم هذه البيانات على متوسط الأسعار في 58 من الأسواق الناشئة، بما في ذلك الصين والهند والبرازيل، وهذا يعني أن الطاقة المتجددة ستكون وسيلة جذابة على نحو متزايد بالنسبة لشركات الاستثمار في مجال إنشاء محطات جديدة لتوليد الكهرباء في المستقبل.

في العام الماضي، استثمرت الصين نحو 103 مليارات دولار في مشاريع الطاقة الشمسية، لتتفوق على كل من الولايات المتحدة (44.1 مليار دولار) وبريطانيا (22.2 مليار دولار) واليابان (36.2 مليار دولار).

ويذكر أن الأسعار انخفضت بشكل كبير بسبب المزادات التي قدمت فيها الشركات الخاصة عروضا تنافسية، وذلك للحصول على عقود الكهرباء الضخمة.

في يناير/كانون الثاني 2016، حققت الهند رقما قياسيا جديدا مع توقيع عقد لتوريد الطاقة الشمسية مقابل 64 دولار لكل ميغا وات/الساعة، وبحلول شهر أغسطس/آب، انخفضت الأسعار بشكل كبير إلى 29.10 دولار مقابل كل ميغا وات/ الساعة.

تجدر الإشارة إلى أن وحدة الـ ميغا وات/ساعة (أو الساعي) تعبر عن الطاقة، في حين أن وحدة الـ ميغا وات تتعلق بالقوة (معدل استهلاك الطاقة). بمعنى أنه إذا كنت في سيارة مثلا، فإن مسافة السفر تمثل قيمة الطاقة، وقيمة القوة تعبر عن السرعة المستخدمة في التنقل.

وقال مايكل شيرمان، الرئيس التنفيذي لـ BNEF: "تدخل مصادر الطاقة المتجددة بقوة في مجال تقويض الاعتماد على الوقود الأحفوري".

وقد انتشرت وازدهرت الطاقة الشمسية لعدة أسباب، بما في ذلك انخفاض تكاليف المعدات وإدخال نماذج العمل الجديدة مثل بطاريات تسلا المنزلية، وأيضا الاستثمار المتزايد في هذا المجال وتطبيق سياسات الطاقة النظيفة بشكل أكبر.

الجدير بالذكر أن هنالك تقلبات في أسعار مصادر الطاقة المتجددة في جميع أنحاء العالم، حيث لا تعد صفقات الطاقة الشمسية الأرخص في كل مكان (التكلفة تتوقف على توافر أشعة الشمس)، بالإضافة إلى العروض المقدمة من الحكومات.

ويعتبر الأمر تاريخيا بالنسبة لتكاليف الطاقة الجديدة في الدول النامية، بعد أن أصبحت الطاقة المتجددة أكبر مصدر لتشغيل القوى الجديدة في العالم.

ويجب أن نعلم أن الاعتماد على الوقود الأحفوري لن ينتهي بين عشية وضحاها، لكننا نأمل بأن يساهم كل من انخفاض الأسعار والتطور التكنولوجي والتزام الحكومات، في تغيير أساليب اعتمادنا على الطاقة نحو الأفضل.

 

التعليقات