عبد الله المحياس: منهاج 3D لتثقيف الطلبة بمخاطر الإنترنت وكشف مروجي الإرهاب


 

أكد الدكتور المهندس عبد الله المحياس رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات للحماية من مخاطر الإنترنت أن الجمعية التي دشنت رسمياً في شهر فبراير الماضي تعكف بالتعاون مع الجهات المعنية بالعملية التعليمية في الدولة على تطوير منهاج ثلاثي الأبعاد يساعد على توعية الطلبة بالمخاطر التي تحيق بهم على الشبكة العنكبوتية وحتى لا يكونوا صيداً سهلاً لمروجي الإرهاب والتطرف المنتشرين على مواقع التواصل الاجتماعي.

 

وشدد المحياس في حواره مع "الحكومة الذكية" على أن الجمعية تسعى لجعل دولة الإمارات مثالاً يحتذى به عالمياً في مجال حماية الطفل، من منطلق حرصها على المساهمة المجتمعية في تذليل الصعوبات كافة التي تحول دون تنشئته التنشئة السليمة التي تؤهله ليكون فرداً صالحاً وفاعلاً في المجتمع، على اعتبار أن أطفال اليوم هم شباب الغد والمستقبل الذين يقع على عاتقهم مسؤولية تحقيق التنمية وتطوير ونهضة المجتمع وتقدمه، ولم لا وهم ثروة وطنية وذخيرة بناء المستقبل.

وحدد رئيس مجلس الإدارة أهداف الجمعية الآنية والمستقبلية، مشيراً إلى أن الجمعية تعكف على إنشاء مخزن معلومات لحماية بيانات الطفل على الإنترنت، وكذلك تدشين مركز للبحث والتطوير لتوجيه أنشطة حماية الأطفال على الإنترنت في المنطقة، وبناء نظام إبلاغ بالتعاون مع الخطوط الساخنة الدولية.

وأكد في حواره سعي الجمعية لاستقطاب أبرز الخبرات العالمية للدولة لحماية الأطفال من مخاطر الإنترنت وحفظ حقوقهم في الاستفادة من محتوى إيجابي يناسب أعمارهم .. هذا إلى جانب تسليط الضوء على مشاريع الجمعية المستقبلية .. وتالياً نص الحوار:

ما الهدف من إنشاء جمعية متخصصة في مجال التوعية بمخاطر الإنترنت؟

تستهدف الجمعية التي تضطلع بدور رقابي واستشاري، نشر الوعي وتمكين المجتمع من الاستخدام المسؤول للإنترنت، وحماية الأطفال من مخاطر الشبكة العنكبوتية عبر تثقيفهم وبناء قدراتهم، بالتعاون مع مختلف الشركاء بما يسهم في ازدهار البلاد.

وتسعى الجمعية إلى تثقيف وتوعية المجتمع بخطورة الابتزاز الإلكتروني والحد من انتشار هذه الظاهرة، ورفع الوعي لدى الجمهور بأهمية الحفاظ على الخصوصية، وتشجيع الالتزام بتعاليم ديننا الحنيف، وبالقيم الإسلامية في هذا الشأن، والالتزام بقواعد السلوك الأخلاقي.

وما الأهداف المستقبلية التي تسعى الجمعية إلى تحقيقها خلال الفترة المقبلة؟

تسعى الجمعية لجلب أفضل الممارسات العالمية في مجال حماية الطفل على شبكة الإنترنت واستقطاب أبرز الخبرات العالمية إلى دولة الإمارات للمساعدة في هذا المجال، الأمر الذي يسهم في توفير بيئة رقمية آمنة تحفظ حقوق الأطفال بالاستمتاع المحتوى الإيجابي على الإنترنت الذي يناسب أعمارهم، حيث نسعى لجعل الجمعية مركزاً مستداماً ومعترفاً به دولياً في حماية الأطفال على الإنترنت مع حلول العام 2021.

وما البرامج التوعوية التي ستطلقها الجمعية لحماية الأطفال من جرائم الإنترنت؟

وضعت الجمعية خطة تستهدف تثقيف الطلاب والموظفين بمخاطر الإنترنت التي طفت على السطح أخيراً وتحذيرهم من الوقوع فريسة سهلة في براثن ناشري التطرف والإرهاب على مختلف المواقع الاجتماعية وهي المهمة الأولى للجمعية.

ولدى الجمعية برامج للعمل الفوري عن طريق حملة للتوعية الوطنية ستكون مهمتها وضع إطار عمل معزز بالبرمجيات على مستوى الدولة لتنفيذ حملة تعليم وتوعية فعالة في مجال سلامة الأطفال على الإنترنت في جميع أنحاء دولة الإمارات.

كما تنظم الجمعية يوم السلامة الإلكترونية في الإمارات، حيث تحتفل عبره باليوم العالمي للإنترنت الآمن، إذ تجوب الجمعية مدارس الدولة خلال شهر فبراير بهدف تعزيز ثقافة الاستخدام الآمن للإنترنت بين طلاب المدارس.

وسنصمم في الجمعية مواداً قابلة للعرض في المدارس، وستكون متاحة للتحميل مجاناً عبر الموقع الإلكتروني للجمعية.

كما أن لموظفي الشركات نصيب من خطط الجمعية، حيث سنقيم لهم دورات تدريبية، حول التربية الرقمية للأبناء وتطوير التدابير التقنية في بيئة مؤسسية لضمان الامتثال لمعايير حماية الطفل، وكما تساهم الجمعية في وضع حلول الدعم لإنفاذ القانون، ووضع مقترح لإطار عمل شامل لدعم وزارة الداخلية ومختلف مزودي خدمات الإنترنت في الدولة لمكافحة استغلال الأطفال على الإنترنت.

كذلك ستعمل الجمعية على تعزيز قدرات العاملين في المجال الاجتماعي النفسي، عن طريق تطوير برنامج للعاملين في هذا المجال، لدعم انتقالهم إلى مجال العلاج الإلكتروني عبر تزويدهم بالمهارات اللازمة لعلاج الأطفال الذين وقعوا ضحية الاستغلال عبر الإنترنت لا سيما المراهقين.

وما خطة عمل الجمعية خلال العام الجاري؟

تتمحور خطة عمل الجمعية خلال العام الجاري حول نشر الوعي المجتمعي بالمخاطر المحتملة الناتجة عن استخدام الشبكة العنكبونية، حيث تولي الجمعية تربية النشء رقمياً أهمية كبرى على اعتبار أنهم ثروة وطنية وذخيرة البناء والمستقبل، وهو ما يتفق مع تطلعات الدولة التي تعطي أهمية كبيرة لعملية الاستثمار في رأس المال البشري، فأطفال اليوم شباب الغد والمستقبل الذين يقع على عاتقهم مسؤولية تحقيق التنمية ونجاح وتطوير ونهضة المجتمع وتقدمه.

لذلك أخذت الجمعية على عاتقها توفير قاعدة من المعلمين المؤهلين لتربية الطلبة رقمياً، حيث ستنفذ خلال العام الجاري ورش عمل تدريبية لتدريب هيئات تدريس تكنولوجيا المعلومات في المدارس، إذ ستعقد لهم ندوات مجانية عن طريق الإنترنت.

كما سندرب عدداً من المتطوعين على طريقة الاحتفال بفعالية يوم الإنترنت الآمن في المدارس، وكذلك سيتم توجيه مجموعة مختارة من طلبة الكليات من كل إمارة ليكونوا متحدثين باسم فعالية "يوم الإنترنت الآمن" في كل مدرسة من مدارس الدولة.

هل هناك تنسيق بين الجمعية وجهات الدولة المختلفة للحد من مخاطر الإنترنت؟

بالطبع  هناك تنسيق مع عدد من الجهات ومنها، وزارتا الداخلية والتربية وهيئة الأوقاف ومزودي خدمة الإنترنت، مثل جوجل، ومايكروسوفت، وفيسبوك بهدف تقليل استغلال الأطفال على الإنترنت.

كما نعمل على توفير برامج تدريب تقني وورش عمل متقدمة تدعم هيئات إنفاذ القانون في مجال مكافحة الجرائم الإلكترونية في حق الأطفال، وكذلك نعكف على تطوير أدوات الطب الشرعي الرقمي لمساعدة وزارة الداخلية في هذا المجال.

كذلك تعكف الجمعية على تطوير مناهج ثلاثية الأبعاد بالتعاون مع مجالس التعليم في الدولة لتنمية وعي الطلبة بطرق الاستخدام الآمن للشبكة العنكبوتية، وتنفيذ أنشطة "سلامة الطفل على الإنترنت" على مستوى مدارس الإمارات.

كما سنعمل على إنشاء مخزن معلومات لحماية بيانات الطفل على الإنترنت، وكذلك تدشين مركز للبحث والتطوير لتوجيه أنشطة حماية الأطفال على الإنترنت في المنطقة، وبناء نظام إبلاغ بالتعاون مع الخطوط الساخنة الدولية، ودعم عملية وضع إطار قانوني متناغم مع المعايير الدولية.

هل هناك خطة لاستقدام خبراء من خارج الدولة لتقديم محاضرات متخصصة في حماية الطفل من مخاطر الإنترنت؟

بالطبع، هناك اتفاقيات تعاون مع وكالات دولية عدة مختصة في حماية الطفل، مثل الانتربول، اليونيسيف، مجلس أوروبا، ومنظمة الصحة العالمية وذلك بهدف تطوير برامج استراتيجية وخطط فنية عملية لتحقيق تجربة أكثر إيجابية للأطفال والمراهقين على الإنترنت، كما سنفعل عدداً من الخطوط الساخنة لمساعدة وزارة الداخلية على استلام ومعالجة التقارير الواردة بشأن الجرائم الإلكترونية، بحق الأطفال ودعم جهود الحكومة في تقديم المساعدة لضحايا الابتزاز الإلكتروني لا سيما من الأطفال.

وهل هناك تعاون بين الجمعية ومجالس التعليم المختلفة؟

تركز استراتيجية الجمعية على طلبة المدارس، لذلك نتشاور مع المجالس التعليمية لتطوير برنامج تعليمي ثلاثي الأبعاد للمدارس لتثقيف الطلبة بمخاطر الإنترنت، وتوفير برامج تدريب تقني وورش عمل متقدمة في مجال مكافحة الجرائم الإلكترونية.

التعليقات