خدمات الصندوق الذكية تستهدف إحياء الفريضة تطبيقاً وممارسة


 

أكد عبد الله بن عقيدة المهيري الأمين العام لصندوق الزكاة، أن معايير نجاح الخدمات الحكومية تنطوي في جزء منها على مدى استعدادها للتعامل مع روح العصر والأخذ بالأدوات والتطبيقات التي أفرزتها ثورة المعلومات والاتصالات، لذلك يسعى وكافة العاملين في الصندوق إلى تطويع هذه التطبيقات في خدمة أهداف الصندوق لتوفير خدمات بأعلى مستويات الجودة والكفاءة، وتوصيلها للجمهور بسهولة ويسر، مؤمناً بأنه لا مجال للمتقوقعين حول الأفكار التي باتت درباً من الماضي.

وقال في حواره مع "الحكومة الذكية" إن خدمات صندوق الزكاة الذكية تهدف إلى زيادة الوعي بالزكاة وترسيخ مفهوم فاعليتها ودوروها المهم في مجال التنمية على صعيد الفرد والمجتمع وتعمل على إحياء هذه الفريضة تطبيقاً وممارسة لتستفيد منها شرائح المجتمع المحتاجة على اختلافها.

وأكد في حواره أن الصندوق حقق العلامة الكاملة على مؤشر نسبة التحول الذكي للخدمات الحكومية المقدمة للأفراد في 2015؛ مشيراً إلى أن جهود الصندوق للترويج لخدماته الذكية أثمرت عن ارتفاع نسبة الاستخدام الذكي والإلكتروني من قِبل متعاملي الصندوق من المستفتين والمزكين ومستحقي الزكاة من نسبة50% إلى 77.8%، مؤكداً أن الصندوق سيسعى إلى تحقيق أهداف الحكومة بالوصول إلى نسبة 80% خلال العام المقبل، أي قبل عام من الموعد الذي حددته الحكومة .. وإلى نص الحوار:

 

كم تبلغ نسبة التحول الذكي في الخدمات التي يقدمها صندوق الزكاة؟ 

في البداية أود أن أشير إلى أن مبادرة الحكومة الذكية تعتبر نقطة تحول في مسيرة العمل الحكومي في دولة الإمارات، حيث مهدت إلى الانتقال إلى مرحلة ما بعد الحكومة الإلكترونية عبر توفير الخدمات من خلال الأجهزة الذكية، ونحمد الله أن دولتنا قطعت شوطاً كبيراً في ذلك الاتجاه، حيث دأبت حكومة الإمارات على تحويل الأفكار والأحلام إلى أدوات إنتاج وواقع معاش على أرض الواقع، فقد حرصت على تسخير ما أنتجته التكنولوجيا من تطبيقات وأدوات في خدمة الإنسان ليس بهدف رضاه فنحن، ولله الحمد، قد تخطينا هذه المرحلة ودخلنا في مرحلة إسعاد المتعامل.

ومنذ أن أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله" عن المبادرة في مايو من 2013 أخذنا على عاتقنا تحقيق رؤية القيادة في تحقيق هذا التحول الذي يصب في صالح العمل الحكومي، وقد تكللت ولله الحمد جهودنا بالنجاح، حيث حصل الصندوق الزكاة على العلامة الكاملة 100% على مؤشر التحول الذكي للخدمات الحكومية ذات الأولوية المقدَّمة للأفراد وقطاع الأعمال.

وتستهدف خدماتنا الذكية كافة زيادة الوعي بالزكاة وترسيخ مفهوم فاعليتها ودورها المهم في مجال التنمية على صعيد الفرد والمجتمع، وتعمل على إحياء هذه الفريضة تطبيقاً وممارسة لتستفيد منها شرائح المجتمع المحتاجة على اختلافها، وذلك وفقاً لمصارفها الشرعية التي تسمى "مصارف الزكاة".

وهل واكبتم هذه المبادرة بإطلاق حملة للتعريف بالخدمات الذكية التي يقدمها الصندوق؟

بالطبع نعم، فقد أطلق صندوق الزكاة حملات إعلامية خاصة للتعريف بالخدمات التي يقدمها عبر تطبيقات الهواتف الذكية، وقد وفّر الصندوق مجموعة من الخدمات الإلكترونية والذكية، عبر عدد من القنوات التي تقدم معلومات عن كيفيّة تقديم الطلبات ومتابعتها، والحصول على الخدمات من خلالها.

  وقد أثمرت جهود الصندوق هذه عن ارتفاع نسبة الاستخدام الذكي والإلكتروني من قِبل متعاملي الصندوق من المستفتين والمزكين ومستحقي الزكاة من نسبة50% إلى 77.8%، كما أننا نسعى إلى تحقيق نسبة 80% خلال العام المقبل، في حين أن الحكومة تستهدف الوصول إلى هذه النسبة في 2018.

 كذلك ظهرت نتائج التحول الإلكتروني والذكي واضحة من خلال ارتفاع نسبة الرضا من60% إلى 85% بالنسبة لمتعاملي الصندوق، وأيضاً هذا التحول عزز من جودة الخدمات الحكومية.

 

هل هناك خطة لتطوير خدمات الصندوق الذكية؟

بالطبع نعم، ففي خضم هذا التحول باتت معايير نجاح الحكومات تنطوي في جزء غير قليل منها على مدى استعدادها للتعامل مع روح العصر والأخذ بالأدوات والتطبيقات التي أفرزتها ثورة المعلومات والاتصالات ومدى قدرتها على تطويع هذه التطبيقات في خدمة أهداف التنمية وإدراك مساعيها نحو توفير الخدمات بأعلى مستويات الجودة والكفاءة، فضلاً عن توصيلها لهم بسهولة ويسر، ومن دون أن يتسبب ذلك في إلزامهم بمصروفات جديدة، بل على العكس من ذلك يصب في اتجاه تخفيف أعباء الحياة.

ولأن التطوير عملية مستمرة ينتهجها الصندوق في كافة خدماته، للوصول إلى مرحلة إسعاد العميل، تعكف الإدارات المختصة على تطوير تطبيقاتنا الذكية لتعزيز جودة الخدمات المقدمة وزيادة كفاءتها مع الالتزام بكافة المعايير التي حددتها مبادرة الحكومة الذكية.

 

هل هناك مبادرات مزمع طرحها تماشياً مع هذا التحول الذكي؟

بالفعل هناك مشاريع أطلقت وهناك أخرى قيد الإطلاق، وذلك تماشياً مع خطة الصندوق للتحول الذكي، حيث طرح الصندوق مبادرة خاصة بتطوير الخدمات الإلكترونية والذكية، وأخرى خاصة بتطوير الآليات الخاصة بتقديم الخدمات، وثالثة خاصة بتوافق خدمات الصندوق مع تطلعات واحتياجات وتوقعات متعاملي الصندوق، بالإضافة إلى مبادرة خاصة بتسويق الخدمات.

 

كم يبلغ عدد الخدمات الذكية التي يوفرها صندوق الزكاة عبر تطبيقاته؟

 

يأتي تطبيق صندوق الزكاة عبر الهواتف الذكية العاملة عبر منصات التشغيل المختلفة "أندرويد، IOS وبلاك بيري"، حيث يتوافر بشكل مجاني، وتبلغ عدد الخدمات الذكية التي يوفرها صندوق الزكاة 23 خدمة.

ويتيح التطبيق للمتعاملين في باقة "المستفتون" معرفة الزكاة وأحكامها وفتاوى الزكاة "كيفية ارسال فتوى وقراءة الفتاوى الأكثر شيوعا والبحث عن فتاوى سبق الرد عليها" إلى جانب حساب الزكاة سواء زكاة الأفراد من " مال وذهب وفضة وانعام ومستغلات وزروع وثمار ومهن حرة" أو وزكاة الشركات والأسهم.

في حين تمكن باقة "المزكون" المتعامل من دفع زكاته من خلال خدمة دفع الزكاة عن طريق الرسائل النصية وخدمة زكاة فون والصرافات الآلية ودفع الزكاة أون لاين والدفع المباشر عن طريق الحضور للصندوق والإيداع البنكي وخدمات البنوك وخدمة الدفع لكبار المزكين كما يمكن للمتعامل أن يدفع زكاته عن طريق الربط مع نظام الـ الرسائل النصية القصيرة أو الدفع بالبطاقة الائتمانية.

وتتضمن باقة "مستحقو الزكاة" طلبات الزكاة والتعريف بطرق طلب الزكاة إضافة إلى طلب الاسترحام ومتابعة حالة ملف وشهادة لمن يهمه الأمر وتحميل الاستمارة الالكترونية الخاصة بطلب الزكاة ومشاريع صرف الزكاة والمستندات المطلوبة لكل مشروع على حده وإمكانية إرسال طلب لحجز موعد لتقديم طلب الزكاة.

فيما تضم باقة المستفتين خدمات ذكية تشمل التوعية بالزكاة والصندوق، ونشر إحصاءات مصارف الزكاة، وطلب فتوى، وطلب حساب الزكاة (حساب زكاة الأفراد)، وطلب النصاب.

أما باقة الخدمات الخاصة، فتشمل حساب الزكاة، حساب زكاة الشركات ودفع الزكاة وإشعار بدفع الزكاة وتوجيه الزكاة وتعديل معلومات، وصرف الزكاة وفتاوى الزكاة، وباقة المؤسسات وتشمل الورش والمحاضرات، وحساب زكاة الشركات، وطلب تعديل معلومات وإيضاحات.

 

وما هي رؤيتكم المستقبلية لصندوق الزكاة عام 2016؟

تركز رؤية الصندوق لعام 2016 على تعزيز الممارسات المطبقة والخدمات المقدمة من خلال إضافة قيم جديدة ومبتكرة من أجل تحقيق الريادة في تقديم خدمة فريضة الزكاة، حيث تعمل خططنا الاستراتيجية والتشغيلية على رفع نسب استخدام خدماتنا إلكترونياً وذكياً حتى تصل إلى نسبة 80% بحلول عام 2017، مع العلم بأنّ هناك مجموعة من الخدمات مثل خدمة دفع الزكاة وصلت نسبة الاستخدام لأعلى من 95%، بالإضافة إلى تحديث واستحداث قنوات تقديم خدمات جديدة ومبتكرة لخدمات الفتوى واحتساب الزكاة وقبول وتحصيل الأموال وأخيراً صرف الأموال على الفئات المستحقة.

ويسعى الصندوق إلى تطبيق مبادرات ومشاريع تحقق السعادة والتسامح والتلاحم المجتمعي وذلك بالتعاون مع شركائه المحليين والإقليميين ومتعامليه، لذلك نخطط للانتشار في مختلف إمارات الدولة، الأمر الذي يضمن استدامة خدمات الصندوق.

 

كيف انعكست الخدمات الذكية على أداء موظفي صندوق الزكاة؟

الكل في الصندوق يعمل كخلية نحل من أجل تحقيق رؤية الحكومة في التحول الذكي والوصول إلى نسبة 80% من المعاملات ذكية، وقد عززت الخدمات الذكية من رضا العملاء فأصبحت هناك سرعة في زمن تقديم الخدمة، وانخفض أعداد المراجعين لمراكز تقديم الخدمة.

ما الخدمات المتوقع أن يطلقها الصندوق خلال المرحلة المقلبة؟

كما سبق وذكرت الصندوق أحرز نسبة 100% على مؤشر التحول للخدمات التي يكثر عليها الإقبال، وفي المرحلة المقبلة سنركز جهودنا بالإضافة إلى تطوير خدماتنا السابقة، على تحويل الخدمات التي تشهد طلباً ولكن أقل من سابقتها وهو أمر سيحقق رؤية حكومتنا في تحويل الحكومة إلى حكومة لا تنام تعمل 24 ساعة في اليوم 7 أيام في الأسبوع 364 يوماً في السنة تسعى إلى إسعاد الناس. 

ومن الخدمات التي ستدخل مجال الذكي خدمة استلام الزكاة، وخدمة الزكاة المقدمة للأسر المتعففة، وخدمة حساب زكاة الأسهم.

هلا عرفتنا على تقنيات الصرافات الآلية التابعة لصندوق الزكاة؟

تماشياً مع رؤية الصندوق العصرية في تقديم خدمة الفريضة الشرعية، استحدث الصندوق خدمة جديدة مبتكرة هي الأولى من نوعها على مستوى المنطقة، وهي خدمة تسهم في دفع وحساب الزكاة عن طريق أجهزة الصراف الآلي التابعة للصندوق.

وصمُمت هذه التقنية على أيدي أبناء الصندوق، ووصل عددها بجانب الصرافات التابعة للبنوك إلى أكثر من 6 آلاف جهاز بالإضافة إلى أجهزة ماكس بوكس، موزعة على مختلف مراكز التسوق.

وتمكن هذه الصرافات الآلية المزكي من تصفح الموقع الإلكتروني لصندوق الزكاة، ودفع زكاته نقداً أو من خلال البطاقة الائتمانية.

وتقدم هذه الصرافات خدمة معرفة مواقع الصرَّافات الآلية من خلال الاطلاع على خارطة الصرَّافات في الصفحة الرئيسية وصفحة الخدمات الإلكترونية للبنوك في موقع الصندوق الإلكتروني.

وتعتبر هذه الخدمة من أهم المشاريع المتميزة لدى الصندوق، حيث أسهمت في نشر الوعي بفريضة الزكاة وتيسير أدائها على المزكين وصرف أموالها على مستحقيها (في بعض الأجهزة) وزيادة إيرادات الصندوق من الزكاة والصدقات.

وتعتبر النسخة الثالثة من الصرافات، الأولى من نوعها في مجال العمل الخيري من حيث تيسير عملية احتساب ودفع الزكاة عبر طرق الدفع المختلفة.

التعليقات