متحف الاتصالات ساحة شعبية لعشاق التكنولوجيا .. وقريباً سيروج لـ"مسبار الأمل"


أكد سعادة المهندس ناصر عبد اللطيف بن حماد المدير الأول للعلاقات الدولية في وإدارة التطوير المؤسسي في الهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات أن تبني دولة الإمارات ممثلة بالهيئة لإقامة متحف اكتشاف تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في مقر الاتحاد الدولي للاتصالات في جينيف يعود إلى أنها وطن المبادرات المبتكرة، ولإيمانها بأن قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أحد أهم مُحفّزات النموّ الاقتصادي، وكذلك من منطلق حرصها على دعم وتطوير قطاع الاتصالات عالمياً وتبادل الخبرات وتطبيق أفضل الممارسات والحلول بما يعود بالنفع على القطاع ويساهم في عملية التنمية وبناء اقتصاد يرتكز على المعرفة.

وأوضح ابن حماد في حواره مع "الحكومة الذكية" هذا المتحف التفاعلي يستهدف الترويج على مستوى أكبر وعالمي لوسائل الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والترويج دولياً للدور البارز التي تقدمه هذه المنظمة الدولية العريقة.

وأشار إلى أن المتحف يتيح للزوار رؤية ماضي وحاضر ومستقبل الاتصالات، حيث تسلط المعروضات الضوء على تاريخ تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وكيف أنها جعلت العالم قرية صغيرة تستطيع التعرف على ما يجري بداخله بلمسة زر.. وتالياً نص الحوار:

 

من أين جاءت فكرة إنشاء متحف اتصالات في الاتحاد الدولي للاتصالات؟

دأبت دولة الإمارات على تبني الأفكار المبتكرة وأخذ زمام القيادة والتأثير الفعال في دعم وتطوير قطاع الاتصالات ليس على مستوى الإمارات فحسب بل على مستوى العالم، انطلاقاً من نجاح تجربة التنمية الشاملة في دولة الإمارات التي رسخت ثقافة الابتكار بين جميع المؤسسات الحكومية والخاصة التي أصبحت ملمحاً عاماً لأداء مختلف المؤسسات المحلية والاتحادية، وباتت تقف وراء تميز وجودة الخدمات التي تقدم لأفراد المجتمع.

ومتحف اتصالات وتكنولوجيا المعلومات إحدى المبادرات التي تبنتها الدولة وستسهم في رسم مستقبل القطاع على مستوى العالم، وقد خرجت هذه المبادرة إلى النور عندما أطلقها الأمين العام للاتحاد الدولي للاتصالات السابق د. حمدون توريه في عام 2008، ومن ثم تبنت الإمارات زمامها.

وتعد هذه المبادرة جزءاً من حزمة مبادرات يقودها الاتحاد الدولي للاتصالات وهو أقدم منظمة تابعة للأمم المتحدة، حيث أنشئت عام 1865، واستهدفت المبادرة في البداية الترويج بشكل أكبر لقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.

لكن الإمارات ممثلة في هيئة تنظيم الاتصالات طورت الفكرة لتشمل تأريخ وتوثيق مسيرة الاتحاد الدولي وقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بشكل عام.

ويعتبر هذا المتحف فريداً من نوعه، إذ لم يسبق لمنظمة دولية أخرى أن تبنت فكرة إنشاء متحف داخل مقرها.

وتبنت دولة الإمارات ممثلة في هيئة تنظيم اتصالات فكرة دعم وإنشاء المتحف، حيث وقعت الإمارات والاتحاد الدولي للاتصالات اتفاقية لإقامة متحف للاتصالات وتقنية المعلومات، يركز على تأثير الاتصالات وتقنية المعلومات على الحياة البشرية في العالم في الماضي، والحاضر، والمستقبل.

ومتى افتتح المتحف بشكل رسمي؟

افتُتِح متحف تكنولوجيا المعلومات والاتصالات رسمياً في الخامس والعشرين من شهر أكتوبر 2011، وأنشئ في مقر الاتحاد الدولي للاتصالات في جنيف بعد عام ونصف العام من التحضيرات التي تصدت لها دولة الإمارات، نتيجة الشراكة الحصرية التي أبرمتها الدولة مع الاتحاد.

وشرع المتحف الذي أطلِق عليه "متحف اكتشاف تكنولوجيا المعلومات والاتصالات" في استقبال العامة من الجمهور أوائل 2012. حيث يتعرف الزوار على أحدث التطورات المثيرة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ومن ثم يأخذوا فكرة عن دور الاتحاد بوصفه النقطة المركزية العالمية للحكومات والقطاع الخاص بمساعدة العالم على الاتصال، ويضم ثلاثة قطاعات رئيسية هي الاتصالات الراديوية، تقييس الاتصالات، تنمية الاتصالات.

ويركز المتحف على التعريف بتأثير تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في الماضي والحاضر والمستقبل على حياة الإنسان حول العالم كل ذلك عبر تفاعل ذكي بين المتحف والزائر من خلال أجهزة الكترونية كفية ذكية.

 

وما الهدف الأساسي من إنشاء متحف الاتصالات؟

يستهدف المتحف الترويج على مستوى أكبر وعالمي لوسائل الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والترويج دولياً للدور البارز التي تقدمه هذه المنظمة الدولية، فالمتحف عبارة عن موسوعة حية تفاعلية تسرد تاريخ المنظمة منذ إنشائها عام 1865.

ويتيح المتحف للزوار رؤية ماضي وحاضر ومستقبل الاتصالات، حيث تسلط المعروضات الضوء على تاريخ تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وكيف أنها جعلت العالم قرية صغيرة تستطيع التعرف على ما يجري بداخله بلمسة زر.

 

وما الخدمات التي يقدمها المتحف للزوار؟

تعطي مقتنيات متحف استكشاف تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لمحة عن هذا العالم المترابط الذي نعيش فيه، والرحلة إلى عالم الاتصالات الفورية المتعددة الوسائط العالمية في مجتمع المعرفة، ولا شك أن هذا المتحف منهل علمي عظيم للاتحاد الدولي للاتصالات ولكل من يرتبط بعالم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وللجمهور بوجه عام.

ولا شك أن هذا المتحف مبادرة متميزة، إذ يعرض التاريخ المشرف لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ويستشرف لنا تجهيزات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في المستقبل المنظور.

ويوفر متحف استكشاف تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وسيلة ممتازة للتوعية ومنصة تعليم يستخدمها الاتحاد الدولي للاتصالات في تثقيف مختلف الجماهير المستهدفة، بما في ذلك الجمهور العام.

ويمكننا أن نعتبر المتحف ساحة شعبية يلتقي فيها عشاق التكنولوجيا للاستفادة من الخدمات التي يقدمها المتحف، ومن ضمنها المحاضرات التي يلقيها موظفو الاتحاد أمام الجمهور وتتناول القضايا الراهنة لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وفقاً لاهتماماتهم واحتياجاتهم الأكاديمية.

 

يركز المتحف على تأثير الاتصالات وتقنية المعلومات على الحياة البشرية في العالم في الماضي، والحاضر، والمستقبل، فما المقصود بذلك.

في البداية أود أن أشير إلى أن قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات يعتبر محركاً رئيساً للتغيير إلى الأفضل داخل المجتمعات في العصر الحديث، ولاشك أن التطورات الكبيرة في هذا القطاع المهم والحيوي نقلت العالم إلى اقتصاد المعرفة المستدام، حيث يعتبر التطور التكنولوجي في قطاع الاتصالات حجر الزاوية للبنية الاقتصادية في دول العالم أجمع، لذا كان من المهم والضروري وجود متحف يوثق لإنجازات وتطورات ويؤرخ في الوقت نفسه لتاريخ هذا القطاع كما يستشرف التطورات التي ستدخل على هذا القطاع في المستقبل.

ويلقي المتحف الضوء على ثلاث محطات مهمة في تاريخ هذا القطاع، عبر التركيز على ماضي وحاضر ومستقبل القطاع.

ويسلط المتحف الضوء على تاريخ الاتحاد الدولي للاتصالات، حيث يسرد  كيف نشأت هذه المنظمة الدولية، وكيف ساهمت منذ نشأتها عام 1865 في إبراز دور الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في دعم اقتصاديات العالم وتوفير الراحة والرفاهية للجمهور.

كذلك يعرف المتحف الزائرين بالشعار الأساسي لهذه المنظمة التي تستهدف تحقيق التواصل بين كافة شعوب العالم وتأسيس مجتمع معلومات دولي وهو الهدف الأسمى لجميع نشاطات ومبادرات الاتحاد، وكذلك تمكين قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات من خدمة أهداف التنمية المستدامة، وهذه هي المحطة الأولى التي تؤرخ لماضي هذا القطاع، وبداية نشأة اتحاد الاتصالات والمتمثلة في الاتصالات السلكية واللاسلكية والتليجراف والراديو.

أما المحطة الثانية فهي تلك التي توضح حاضر القطاع وما وصل إليه من وسائل حديثة متطورة التي خرجت إلى النور مثل تطورات الجيل الخامس من خدمات الهاتف المتحرك، تطور وسائل الاتصالات الفضائية، تطور الخدمات البحرية وتطور وسائل الإنقاذ مع بيان طريقة استجابة قطاع الاتصالات لمثل هذه النوعية من الحوادث والأزمات حين وقوعها.

أما المحطة الثالثة فتعرف الزائرين بماهية الرؤية المستقبلية للاتصالات، وكيف سيكون وضع هذا القطاع بعد مضي خمسين عاماً مثلاً، فالعالم يتحدث الآن عن ثورة إنترنت الأشياء، وما هي احتياجات الطيف الترددي في المرحلة المقبلة، وتأثيرها على خدمات الهاتف المحمول وظهور تقنيات جديدة مثل "لاي فاي".

وما هي مقتنيات المتحف؟

يتضمن متحف اكتشاف تكنولوجيا المعلومات والاتصالات عدداً من المعروضات الخاصة بشركات تبحث عن عرض وترويج منتجاتها وخدماتها على مستوى عالمي، فضلاً عن ذلك يوجد عدد من الأجنحة التابعة للدول الأعضاء ومنها جناح دولة الإمارات والذي يستخدم في الترويج لمبادرات الدولة في هذا القطاع ومنها وكالة الإمارات للفضاء، ومشروع مركز محمد بن راشد لعلوم الفضاء.

كما أود أن أنوه بأننا في طور الاتفاق مع الاتحاد الدولي للاتصالات لكي يروج المتحف لمشروع مسبار الأمل الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، حيث رحب الاتحاد بهذه المبادرة ونحن في طور إعداد المواد اللازمة سواء المكتوبة أو الفيلمية والتي ستعرض عبر هذا المتحف التفاعلي.

 

هل هناك مبادرة تؤسس لتعاون عالمي ما بين المتحف وما بين الجهات المعنية بالاتصالات في العالم؟

يستعد الاتحاد الدولي للاتصالات لاتخاذ خطوة مستقبلية في هذا الأمر نبعت من مبادرة من الهيئة العامة لتنظيم الاتصالات، وهنا أود أن أشير إلى أن هناك علاقات استراتيجية تربط بين الهيئة والاتحاد وهي شراكة تأتي ترجمة لاستراتيجية الهيئة الرامية إلى دعم وتطوير قطاع الاتصالات على كافة الصعد سواء المحلية أو الإقليمية أو الدولية من خلال تبادل الخبرات وتطبيق أفضل الممارسات والحلول بما يعود بالنفع على القطاع ويساهم في عملية التنمية وبناء اقتصاد يرتكز على المعرفة.

وشاركت الإمارات ممثلة في الهيئة العامة لتنظيم الاتصالات بورقة عمل في مجلس المنظمة في مايو الماضي، وأسست هذه الورقة لعملية تطوير مستمر لهذا المتحف، وهي عملية تطوير متجددة لا تتوقف عند مرحلة معينة بل تراعي عملية الابتكار والإبداع الدائم وهو ما يتفق مع سياسة دولة الإمارات التي جعلت من الابتكار ثقافة وملمحاً عاماً لأداء مختلف المؤسسات المحلية والاتحادية.

ويسعى الاتحاد في الفترة المقبلة إلى إيجاد صيغة تكفل له التعاون ما بين المتحف الكائن في جينيف والمتاحف الأخرى الدولية، ومن المتوقع أن تثمر هذه الرؤية عن وجود تعاون مشترك بين متحف المستقبل في دبي ومتحف الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.

 

هل يتضمن متحف اكتشاف تكنولوجيا المعلومات والاتصالات معلومات عن قطاع الاتصالات في الدولة؟

يسعى الاتحاد الدولي للاتصالات وبناء على طلب من جميع دول العالم وعلى رأسها الإمارات لأن يكون المتحف موسوعة شاملة تقدم معلومات وافية عن قطاع الاتصالات في كافة دول العالم، الأمر الذي يكفل للمتحف أن يكون مرجعية للدارسين والباحثين في هذا المجال.

وهذا هو ما ركزت عليه ورقة العمل التي شاركت بها دولة الإمارات خلال اجتماع مجلس الاتحاد الذي عقد في شهر مايو الماضي، والتي سعت إلى خلق حالة من العصف الذهني المستدام الذي يفرز مجموعة من الأفكار المبتكرة الإبداعية والخلاقة التي تساعد المتحف على المحافظة على استمرارية عطائه وتحقيق الأهداف المرادة من تأسيسه.

وفي الحقيقة لاقت ورقة العمل الخاصة بنا صدى طيباً لدى الأمين العام للاتحاد الدولي للاتصالات، الذي يسعى إلى الاستفادة من المشاريع المختلفة والأفكار والمقتنيات والمنتجات الخلاقة من قبل كافة الدول الأعضاء.

وفي زيارة جمعت أخيراً بين سعادة حمد عبيد المنصوري مدير عام هيئة تنظيم الاتصالات مع قيادات الاتحاد أثمرت عن تعاون مزدوج بين المتحف والهيئة، حيث ستزود "تنظيم الاتصالات"  المتحف بمواد فيلمية لمشروعات دولة الإمارات المبتكرة.

التعليقات